يا ملاكاً تاه مني ... وانتشى بالبعدِ عني
يا حبيباً زاد بعداً... كلما أُدنيهِ مني
لستُ أهوى فيك ثغراً... أو خدوداً ذاتَ حُسنِ
لستُ أهوى فيكَ وجهاً... أو قواماً مثلَ غصنِ
إنني أحببتُ قلباً ... طاهراً من كلِّ ضَغنِ
إنني أهواك خُلقاً... يا منى قلبي وعيني
إنني أهواك روحاً ... من سناها أبهرتني
أشعرتني أن في الدنيا ربيعاً ..أشعرتني
استعارت من "كيوبيدٍ" سهاماً ذات طعنِ
صوبَتها نحو صدري... ثم في قلبي رمتني
ويح قلبي..ما دهاني؟... يا ملاكي لا تَلمني
والتمس لي ألفَ عذرِ... فالهوى فيكم فَتَني
لا تَلُم طيراً حزيناً... في الرُبا إن لم يُغني
لا تَلُم قلباً جريحاً... غارقاً في بحرِ حزني
لا تَلُم عيناً إذا ما ... أسبلت دمعاً كَمُزنِ
ما الذي يا طيرُ قل لي... غَيَّرَ المحبوبَ عني
قل له يا طير إني ... أذكرُ الفضلَ وأُثني
قل له إني جريحٌ ... زادت الأيامُ غَبني
قل له إني كثيرُ الشوقِ والآلامِ إني
غير أني لم أعُد أقوى على قهري وسجني
أزرعُ الاخلاصَ لكن... الجفا والصدَّ أَجني
ليت شعري أيها المجهولُ ما تخفيه عني ؟
هل سأحيا في خيالٍ ... بين أوهامِ التمني
هل سأقضي باحثاً عمري عن الحلمِ الأَغَنِّ؟
إنني البحَّارُ لكن... في الهوى أشرعتُ سُفْني
هل سأرسو في سلامِ... - بعد إبحاري- وأمنِ؟
عشتُ عمري حالماً بالحبِّ .. لكن بالتمني
عشتُ عمري واثقاً بالحبِّ ..لكن خاب ظني
مهجتي يكفي أنيناً... قبل هذا لم تَئِنِّي
لم يعد لي في الأسى إلاك يا ربي أَعِنِّي
افرحي .. هيا فلن أبقى طويلا فاطمئني
لن تضيقي بعد هذا اليوم من شعري وفني
لن تضيقي بعد هذا اليوم من صوتي ولحني
لن تضيقي من كلامي العذبِ أو من حلوِ لِسني
لا تسلني بعد هذا... ماالذي ترجوه مني
لست أرجو منك شيئاً... فانصرف دعني وشأني
إنها همساتُ حبٍّ ... يائسٍ .. لو كان يُغْنِي